فصل: (سورة البقرة: آية 199):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{تبتغوا} فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية [41] وزنه تفتعوا.
{أفضتم} فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم.
{عرفات} اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في {مسلمون} وليس دليل الصرف. وهذا الاسم من الأسماء المرتجلة إلا على القول بأن أصله جمع.
{المشعر} اسم جبل، سمي مشعرا زنة معبد من الشعار وهو العلامة لأنه من معالم الحج.

.الفوائد:

1- لفظ عرفات من الملحقات بجمع المؤنث السالم. فحقه أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة والملحقات بجمع المؤنث نوعان:
أ- الأول كلمات لها صورة جمع المؤنث ولكن ليس لها مفرد، لفظها وإنما لها مفرد من معناها، مثل أولات بمعنى صاحبات ومفردها ذات بمعنى صاحبة. وبما أن كلمة أولات مضافة دائما فهي تعرب اعراب جمع المؤنث بدون تنوين، ومثلها لفظ اللات وهي اسم موصول لجمع الإناث وتعرب إعرابه وهناك من يبنيها على الكسر فهي عندهم اسم جمع لكلمة التي.
ب- النوع الثاني من ملحقات جمع المؤنث السالم، هو كل ما كان من جمع المؤنث أو ملحقاته ثم انتقل فأصبح علما على رجل أو امرأة أو مكان أو غير ذلك من أمثلته سعادات وزينبات، وعنايات، ونعمات، وعرفات، وأذرعات. فهذه لفظها لفظ جمع المؤنث ولكنها تطلق على مفرد سواء كان مذكرا أم مؤنثا وفي إعراب هذا النوع الأخير من الأسماء ثلاثة أقوال، الأول: يعربه إعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين، والثاني يعربه إعراب جمع المؤنث السالم ولكن بدون تنوين، والثالث: يعربه إعراب الممنوع من الصرف يرفع بالضمة، وينصبه ويجره بالفتحة ولكن بدون تنوين.
إن الآراء الثلاثة جائزة وإنما الأفضلية للرأي الأخير. ونحض على استعماله دون غيره.
2- كثيرا ما يتساءل الناس عن الحج إذا نجمت عنه منفعة كمن يتجر في الحج ومن يؤجر نفسه أثناء الحج سواء للخدمة أو ليحج عن آخر لم يستطع أن يحج. إلى آخر ما هنالك من المنافع وللاجابة على هذا التساؤل نورد هذه الأحاديث:
أ- روى البخاري عن ابن عباس: قال: كانت عكاظ والمجنة وذو المجاز اسواقا في الجاهلية فتأثم الناس أن يتجروا في الموسم فنزلت {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} في مواسم الحج.
ب- وفي رواية عن أبي أمامه التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت. وتأتون بالمعروف وترمون الحجار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى: فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن الذي سألتني: فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}.
وقد نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحج وسماها القرآن ابتغاء من فضل اللّه. ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل اللّه حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق إنما هو يطلب من فضل اللّه.

.[سورة البقرة: آية 199]:

{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}.

.الإعراب:

{ثمّ} حرف عطف {أفيضوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {من} حرف جر {حيث} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب {أفيضوا} {أفاض} فعل ماض {الناس} فاعل مرفوع الواو عاطفة {استغفروا} مثل أفيضوا {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {غفور} خبر إن مرفوع {رحيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {أفيضوا} لا محل لها معطوفة على جملة اذكروا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: {أفاض الناس} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {استغفروا اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة أفيضوا.
وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{أفاض} فيه إعلال بالقلب أصله أفيض، نقلت حركة الياء إلى الضاد ثم قلبت ألفا لأن ما قبلها مفتوحة وهي متحركة في الأصل.

.[سورة البقرة: آية 200]:

{فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {إذا} ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل اذكروا {قضيتم} فعل ماض وفاعله مناسك مفعول به منصوب وكم ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط {اذكروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب {كذكر} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي ذكرا كذكركم، وكم ضمير مضاف إليه آباء مفعول به منصوب وكم مضاف إليه {أو} حرف عطف للتخيير أو لإباحة أو بمعنى الواو {أشدّ} معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل، {ذكرا} تمييز منصوب والمعنى: كونوا أشدّ ذكرا للّه منكم لآبائكم الفاء استئنافيّة {من الناس} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {من} اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {يقول} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد ربّ منادى مضاف منصوب نا ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه وقد حذفت أداة النداء آت فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة ونا ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {في الدنيا} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آت المحذوف أي آتنا نصيبنا حاصلا في الدنيا الواو عاطفة ما نافية مهملة اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {في الآخرة} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق {من} حرف جرّ زائد {خلاق} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: {قضيتم} في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها.
وجملة: {اذكروا اللّه} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {من الناس} من يقول لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقول} لا محلّ لها صلة الموصول أو في محلّ رفع نعت من.
وجملة: {النداء وجوابها} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {آتنا في الدنيا} لا محلّ لها جواب النداء استئنافيّة.
وجملة: {ما له في الآخرة من خلاق} لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي: فيعطى وما له.. من خلاق.

.الصرف:

{ذكر} مصدر سماعيّ لفعل ذكر يذكر باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.
{آتنا} في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء في الأمر، أصله في المضارع يؤتي. حذفت الياء- حرف العلّة- لبناء الفعل على حذف حرف العلّة.. وزنه أفعنا انظر الآية 43 من هذه السورة لمعرفة تركيب المدّ.

.البلاغة:

- {أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} أي اذكروا الله ذكرا كذكركم آباءكم أو كذكر أشدّ منه وأبلغ، وذلك بجعل الذكر ذاكرا على سبيل المجاز العقلي.

.الفوائد:

1- قوله: {أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}. لقد قام النحاة وقعدوا في إعراب هذا العطف وحاولوا إيضاحه فأبهموه وأوقعوا الطالب في حيرة، إن منهم من جعل العطف على الكاف ومنهم من جعله على الآباء ومنهم من عطف {أشد} على نفس الذكر ومنهم من قال: إن الكلام محمول على المعنى والتقدير {أو كونوا ذكرا للّه مثلكم لآبائكم} أما أبو حيان فقد استعرض هذه الآراء واستضعفها ثم قال: طالما ساغ لنا حمل الآية على أنهم أمروا بأن يذكروا اللّه ذكرا يماثل ذكر آبائهم أو أشد، وقد كان حريّا بهم أن يجعلوا {أشدّ} منصوبا على الحال لأنه تقدم ولو تأخر لكان نعتا لقوله: {ذكرا} كقول القائل:
لميّه موحشا طلل يلوح كأنه خلل

فلو تأخر موحشا لكان نعتا للطلل، ولكن عند ما تقدم أصبح حالا فتأمّل.
2- يحسب القارئ لأول وهلة أن اللّه يطلب من الحاج أن يذكره كما يذكر أباه وأمه وأقاربه ولكن ليس الأمر كذلك: فقد كانوا في أسواق الجاهلية يتفاخرون بالآباء والأجداد ويذكرون مآثرهم ومناقبهم: فأراد اللّه أن يغيروا هذه السنة السيئة لسنة أفضل وأقوم وهي أن يذكروا اللّه بدلا من انشغالهم بذكر الآباء والأجداد.

.[سورة البقرة: آية 201]:

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (201)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة من حرف جرّ وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {من يقول} {في الدنيا} سبق إعرابها مفردات وجملا، {حسنة} مفعول به منصوب الواو عاطفة {في الآخرة حسنة} مثل نظيرها المتقدمة، الواو عاطفة ق فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة ونا ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {عذاب} مفعول به منصوب {النار} مضاف إليه.
جملة: {منهم من يقول} لا محلّ لها معطوفة على جملة من الناس من يقول. وجملة: {قنا عذاب النار} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا.

.الصرف:

{قنا} فيه إعلال بالحذف المضاعف، حذفت فاء الفعل بدءا من المضارع لأنه معتلّ الفاء، وحذفت لام الفعل لمناسبة البناء، يعامل معاملة المثال والناقص، وزنه عنا. {حسنة} اسم للشيء الحسن المطلوب، وزنه فعلة بفتحتين.

.[سورة البقرة: آية 202]:

{أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (202)}.

.الإعراب:

{أولاء} اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب اللام حرف جرّ وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {نصيب} مبتدأ مؤخّر مرفوع {من} حرف جرّ و{ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب، {كسبوا} فعل ماض وفاعله الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {سريع} خبر مرفوع {الحساب} مضاف إليه مجرور، وقد أضيفت الصفة إلى فاعلها.
جملة: {أولئك لهم نصيب} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لهم نصيب} في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: {كسبوا} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {اللّه سريع الحساب} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{نصيب} اسم لما يقسم ويرفع، معنويا كان أو مادّيّا، فهو فعيل بمعنى مفعول.
{سريع} صفة مشتقّة من سرع يسرع باب فرح وباب كرم، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل وزنه فعيل.
{الحساب} مصدر سماعيّ لفعل حاسب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ للفعل فهو محاسبة.